الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإمام في بيان أدلة الأحكام
بِسُمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ .خُطْبَةُ الْكِتَابِ: قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ الْحَافِظُ الْمُجْتَهِدُ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ رَحِمَهُ اللهُ:هَذَا بَيَانٌ لِأَدِلَّةِ الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْمُرْسَلِيْنَ وَسَائِرِ الْعَالَمِيْنَ. وَالْأَحْكَامُ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا كَانَ طَلَبًا لِاكْتِسَابِ فِعْلٍ أَوْ تَرْكِهِ. وَالثَّانِيْ: مَا لَا طَلَبَ فِيْهِ كَالْإِبَاحَةِ وَنَصْبِ الْأَسْبَابِ. وَالشَّرائِطِ وَالْمَوَانِعِ وَالصِّحَّةِ وَالْفَسَادِ وَضَرْبِ الْآجَالِ وَتَقْدِيْرِ الْأَوْقَاتِ وَالْحُكْمِ بِالْقَضَاءِ وَالْأَدَاءِ وَالتَّوْسِعَةِ وَالتَّضْيِيْقِ وَالتَّعْيِيْنِ وَالتَّخْيِيْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْكَامِ الْوَضْعِيَّةِ الْخَبَرِيَّةِ. ثُمَّ لَا يَتَعَلَّقُ طَلَبٌ وَلَا تَخْيِيْرٌ إلَّا بِفِعْلٍ كَسْبِيٍّ وَلَا يَمْدَحُ الشَّرْعُ شَيْئًا مِنْ أَفْعَالٍ وَلَا يَذُمُّهُ وَلَا يَمْدَحُ فَاعِلَهُ وَلَا يَذُمُّهُ وَلَا يُوَبِّخُ عَلَيْهِ وَلَا يُنْكِرُهُ وَلَا يَعِدُ عَلَيْهِ بِثَوَابٍ وَلَا عِقَابٍ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ كَسْبِيًّا فَإِنْ عُلِّقَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بِفِعْلٍ جِبِلِّيٍّ كَانَ مُتَعَلِّقًا بِآثَارِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ولَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ} [النور: 2] وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة». وَقَدْ تُذْكَرُ الْأَوْصَافُ الْخَمْسَةُ الْجِبِلِّيَّةُ فِيْ مَعْرَضِ الِامْتِنَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64] وَقَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]. وَأَمَّا الْحُكْمُ الْوَضْعِيُّ فَيَجُوْزُ أَنْ يُعَلَّقَ بِسَبَبٍ كَسْبِيٍّ كَنَصْبِ الزِّنَا أَوِ السَّرِقَةِ سَبَبًا لِلْحَدِّ وَالْقَطْعِ وَكَنَصْبِ الْقَتْلِ سَبَبًا لِلْقِصَاصِ وَيَجُوْزُ أَنْ يُعَلَّقَ بِمَا لَيْسَ بِكَسْبِيٍّ كَنَصْبِ الزَّوَالِ سَبَبًا لِإِيْجَابِ الظُّهْرِ وَالصُّبْحِ سَبَبًا لِإِيْجَابِ الْفَجْرِ وَرُؤْيَةِ الْهِلَالِ لِإِيْجَابِ الصِّيَامِ. وَجُلُّ الْأَحْكَامِ فِيْ هَذَا الْكِتَابِ عَلَى بَيَانِ أَدِلَّةِ مَا فِيْهِ طَلَبٌ أَوْ تَخْيِيْرٌ. وَيُسْتَدَلُّ عَلَى الْأَحْكَامِ تَارَةً بِالصِّيْغَةِ وَتَارَةً بِالْأَخْبَارِ وَتَارَةً بِمَا رُتِّبَ عَلَيْهَا فِي الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ أَوْ ضُرٍّ. وَقَدْ نَوَّعَ الشَّارِعُ ذَلِكَ أَنْوَاعًا كَثِيْرَةً تَرْغِيْبًا لِعِبَادِهِ وَتَرْهِيْبًا وَتَقْرِيْبًا إِلَى أَفْهَامِهِمْ فَتَارَةً يُرَغِّبُ فِي الْفِعْلِ بِمَدْحِهِ أَوْ بِمَدْحِ فَاعِلِهِ أَوْ بِمَا رَتَّبَهُ عَلَى الْفِعْلِ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَتَارَةً يُحَذِّرُ مِنَ الْفِعْلِ بِذَمِّهِ أَوْ ذَمِّ فَاعِلِهِ أَوْ تَوَعُّدِهِ عَلَى الْفِعْلِ بِشَرٍّ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ وَكُلُّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى الْمَنَافِعِ وَالْمَضَارِّ. لَكِنْ ذَكَرَ أَنْوَاعَ الْمَنَافِعِ وَالْمَضَارِّ لِيَعْلَمَ عِبَادُهُ مَا هُمْ صَائِرُوْنَ إِلَيْهِ مِنْ أَنْوَاعِ بِرِّهِ وَإِنْعَامِهِ أَوْ مِنْ أَنْوَاعِ تَعْذِيْبِهِ وَانْتِقَامِهِ فَإِنَّهُ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَى ذَلِكَ النَّفْعِ وَالضُّرِّ لَمَا أَنْبَأَ عَمَّا يُنْبِئُ عَنْهُ لَفْظُ الْمَحَبَّةِ وَالْبُغْضِ وَلَفْظُ الرِّضَا وَالسُّخْطِ وَالتَّقْرِيْبِ وَالْإِبْعَادِ وَالشِّقَاوَةِ وَالْإِسْعَادِ فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالَأَلَمَ تَتَفَاوَتُ بِهَذِهِ الْأَسْبَابِ تَفَاوُتًا شَدِيْدًا وَلِهَذِهِ الْأَوْصَافِ آثَارٌ لَا يَخْفَى تَفَاوُتُهَا عَلَى أَحَدٍ فَلِذَلِكَ عَوَّلَ إِلَيْهَا لِيَقِفَ عِبَادُهُ عَلَى دَرَجَاتِهِمْ وَدَرَكَاتِهِمْ مِنْ عَالَمِ خَفِيَّاتِهِمْ فَسُبْحَانَ مَنْ رَتَّبَ خَيْر الدَّارَيْنِ عَلَى مَعْرِفَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَشَرِّ الدَّارَيْنِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَمُخَالَفَتِهِ: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ والأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]. ثُمَّ أَدِلَّةُ الْأَحْكَامِ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: لَفْظِيٌّ يَدُلُّ بِالصِّيْغَةِ تَارَةً وَبِلَفْظِ الْخَبَرِ أُخْرَى. وَالثَّانِيْ: مَعْنَوِيٌّ يَدُلُّ دَلَالَةَ لُزُوْمٍ إِمَّا بِوَاسِطَةٍ وَإِمَّا بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ. فَكُلُّ فِعْلٍ طَلَبَهُ الشَّارِعُ أَوْ أَخْبَرَ عْنْ طَلَبِهِ أَوْ مَدَحَهُ أَوْ مَدَحَ فَاعِلَهُ لِأَجْلِهِ أَوْ نَصَبَه سَبَبًا لِخَيْرٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ فَهُوَ مَأْمُوْرٌ بِهِ وَكُلُّ فِعْلٍ طَلَب الشَّارِعُ تَرْكَهُ أَوْ أَخْبَرَ أَنَّهُ طُلِبَ تَرْكُهُ أَوْ ذَمَّهُ أَوْ ذَمَّ فَاعِلَهُ لِأَجْلِهِ أَوْ نَصَبَهُ سَبَبًا لِشَرٍّ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ فَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ وَكُلُّ فِعْلٍ خَيَّرَ الشَّارِعُ فِيْهِ مَعَ اسْتِوَاءِ طَرَفَيْهِ أَوْ أَخْبَرَ عَنْ تِلْكِ التَّسْوِيَةِ فَهُوَ مُبَاحٌ. وَيَتَصَرَّمُ عَرْضُ هَذَا الْكَلَامِ بِعَشْرَةِ فُصُوْلٍ: .الْفَصْلُ الْأَوَّلُ: فِي الدِّلَالَةِ اللَّفْظِيَّةِ: أَمَّا الصِّيْغِيَّةُ فَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ واشْرَبُواْ ولاَ تُسْرِفُواْ} [الأعراف: 31] {فَخُذُوْا} أَمْرٌ {وَكُلُوْا وَاشْرَبُوْا} إِبَاحَةٌ {وَلَا تُسْرِفُوْا} نَهْيٌ.{اصْبِرُواْ وصَابِرُواْ ورَابِطُواْ} [آل عمران: 200]. {ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا} [الحج: 77]. {ولاَ تَهِنُوا ولاَ تَحْزَنُوا} [آل عمران: 139]. {ولَا تَجَسَّسُوا ولَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً} [الحجرات: 12]. {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ} [الأنعام: 142]. {كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ} [البقرة: 168]. {وإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ} [المائدة: 2]. وَمِثَالُ الْخَبَرِ عَنِ الْإِبَاحَةِ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وطَعَامُهُ} [المائدة: 96]. {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 4]. {وأُحِلَّ لَكُم مَّا ورَاء ذَلِكُمْ} [النساء: 24]. {ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} [الأعراف: 157]. فَائِدَةٌ: تَمَنُّنُ الرَّبِّ بِمَا خَلَقَ فِي الْأَعْيَانِ مِنَ الْمَنَافِعِ يَدُلُّ عَلَى الْإِبَاحَةِ دِلَالَةً عُرْفِيَّةً إِذْ لَا يَصِحُّ التَّمَنُّنُ بِمَمْنُوْعٍ مِثَالُهُ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} [النحل: 7]. {ومِنْ أَصْوافِهَا وأَوْبَارِهَا وأَشْعَارِهَا أَثَاثاً ومَتَاعاً إِلَى حِينٍ} [النحل: 80]. {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]. {وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16]. .الْفَصْلُ الثَّانِيْ: فِيْ تَقْرِيْبِ أَنْوَاعِ أَدِلَّةِ الْأَمْرِ: كُلُّ فِعْلٍ كَسْبِيٍّ عَظَّمَهُ الشَّرْعُ أَوْ مَدَحَهُ أَوْ مَدَحَ فَاعِلَهُ لِأَجْلِهِ أَوْ فَرِحَ بِهِ أَوْ أَحَبَّهُ أَوْ أَحَبَّ فَاعِلَهُ أَوْ رَضِيَ بِهِ أَوْ رَضِيَ عَنْ فَاعِلِهِ أَوْ وَصَفَهُ بِالِاسْتِقَامَةِ أَوِ الْبَرَكَةِ أَوِ الطِّيْبِ أَوْ أَقْسَمَ بِهِ أَوْ بِفَاعِلِهِ أَوْ نَصَبَهُ سَبَبًا لِمَحَبَّتِه أَوْ لِثَوَابٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ أَوْ نَصَبَهُ سَبَبًا لِذِكْرِهِ أَوْ لِشُكْرِهِ أَوْ لِهِدَايَةِ أَوْ لِإِرْضَاءِ فَاعِلِهِ أَوْ لِمَغْفِرَةِ ذَنْبِهِِ أَوْ لِتَكْفِيْرِهِ أَوْ لِقُبُوْلِهِ أَوْ لِنُصْرَةِ فَاعِلِهِ أَوْ بَشَارَتِهِ أَوْ وَصَفَ فَاعِلَهُ بِالطِّيْبِ أَوْ وَصَفَهُ بِكَوْنِهِ مَعْرُوْفًا أَوْ نَفَى الْحُزْنَ وَالْخَوْفَ عَنْ فَاعِلِهِ أَوْ وَعَدَهُ بِالْأَمْنِ أَوْ نَصَبَهُ سَبَبًا لِوِلَايَةِ اللهِ تَعَالَى أَْو وَصَفَ فَاعِلَهُ بِالْهِدَايَةِ أَوْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ مَدْحٍ كَالْحَيَاةِ وَالنُّورِ وَالشِّفَاءِ أَوْ دَعَا اللهُ بِهِ الْأَنْبِيَاءَ فَهُوَ مَأْمُوْرٌ بِهِ.فَنَذْكُرُ بَعْضَ أَمْثِلَةِ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ وَهِيَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُوْنَ مِثَالًا. الْمِثَال الْأَوَّلُ: تَعْظِيْمُ الْفِعْلِ وَتَوْقِيْرُهُ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. {هِيَ أَشَدُّ وطْئاً وأَقْومُ قِيلاً} [المزّمِّل: 6]. وَكذَلِكَ الْإِقْسَامُ بِالْفِعْلِ ضَرْبٌ مِنْ تَعْظِيْمِهِ وَتَوْقِيْرِهِ: {وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. الْمِثَالُ الثَّانِيْ: مَدْحُ الْفِعْلِ: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء والْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45]. {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 54]. {ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وأَطْهَرُ} [البقرة: 232]. {ومَنْ أَحْسَنُ دِيناً} [النساء: 125]. {ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً} [فصلت: 33]. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. {إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43]. {ويُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: 3]. الْمِثَالُ الثَّالِثُ: مَدْحُ الْفَاعِلِ: {وأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5]. {وأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157]. {أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7]. {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30]. {أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7]. {وأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر: 18]. الْمِثَالُ الرَّابِعُ: الْفَرَحُ بِالْفِعْلِ «لَلهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا». الْمِثَالُ الْخَامِسُ: حُبُّ الْفِعْلِ «إِنَّ الِلَّهِ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ الِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى». وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: «إِنَّ فِيْكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الِلَّه الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ». وَقَوْلُهُ صَلَّى الِلَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ» أَيْ يُحِبُّ أَنْ يَعْفُوَ بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. السَّادِسُ: حُبُّ الْفَاعِلِ: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]. {يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]. {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]. {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً} [الصف: 4]. السَّابِعُ: الرِّضَا بِالْفِعْلِ: {ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]. {وإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. {ورَضِيَ لَهُ قَوْلاً} [طه: 109]. {ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور: 55]. {وأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ} [النمل: 19]. الثَّامِنُ: ِالرِّضَا عَنِ الْفَاعِلِ: {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ} [المائدة: 119]. {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ ورِضْوانٍ} [التوبة: 21]. {ورِضْوانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 72]. التَّاسِعُ: رِضَا الْفَاعِلِ عَن رَبِّهِ: {ورَضُواْ عَنْهُ} [المائدة: 119]. {لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130]. {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [الحاقة: 21]. الْعَاشِرُ: وَصْفُ الْفِعْلِ بِالِاسْتِقَامَةِ: {الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} [الفاتحة: 6]. {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة: 36]. {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وأَقْومَ} [النساء: 46]. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْومُ} [الإسراء: 9]. {دِيناً قِيَماً} [الأنعام: 161]. {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]. {وذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]. الْحَادِيْ عَشَرَ: وَصْفُ الْفِعْلِ بِالْبَرَكَةِ: {تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور: 61]. «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلهِ». الثَّانِيْ عَشَرَ: وَصْفُ الْفِعْلِ بِكَوْنِهِ قُرْبَةً: {ويَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ} [التوبة: 99]. {واسْجُدْ واقْتَرِبْ} [العلق: 19]. {وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا}. الثَّالِثُ عَشَرَ: وَصْفُ الْفَاعِلِ بِالتَّقْرِيْبِ: {أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 11]. {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 28]. {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} [القمر: 55]. {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} [البقرة: 277]. «أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِيْ». الرَّابِعُ عَشَرَ: وَصْفُ الْفِعْلِ بِالطِّيْبِ: {وهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]. {مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً} [إبراهيم: 24]. {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]. «طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ». «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِله». الْخَامِسُ عَشَرَ: وَصْف الْفَاعِلِ بِالطِّيْبِ: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ والطَّيِّبُ} [المائدة: 100]. {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأنفال: 37]. {تَتَوفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32]. {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} [الزمر: 73]. السَّادِسُ عَشَرَ: الْقَسَمُ بِالْفَاعِلِ: {والصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً} [الصافات: 1- 3]. {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} [الذاريات: 4]. {والْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً} [المرسلات: 1]. إن جعلناه لجماعة الرسل أو الملائكة {ولَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]. أَقْسَمَ بِنَفْسِ المُؤْمِنِ لِكَثْرَةَ لَوْمِهَا إِيَّاهُ فِيْ ذَاتِ اللهِ تَعَالَى وَالْإِقْسَامُ بِخَيْلِ الْمُجَاهِدِيْنَ فِي قَوْلِهِ: {والْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} [العاديات: 1] تَنْبِيْهٌ عَلَى تَعْظِيمِ الْمُجَاهِدِيْنَ وَتَوْقِيْرِهِمْ بِطَرِيْقِ الْأوْلَى. |